Description
“لا ريب في أن فهم الحكمة المتعالية مرتهن بفهم مسائلها، وفهم مسائلها بدوره مرتهن بفهم اصطلاحاتها، ومن بين جملة الاصطلاحات تحظى الاصطلاحات الأساسيّة… والمفصليّة بأهميّة قصوى في هذا المجال. ومن تلك الاصطلاحات المفصليّة في الحكمة المتعالية اصطلاح “”الحيثيّة التقييديّة””؛ ذاك أن الإلهيات بالمعنى الأعم تتكئ على مسألتين مفتاحيّتين هما: أصالة الوجود واعتبارية الماهيّة، والمعقولات الثانية الفلسفيّة، والإلهيات بالمعنى الأخص تتضمّن مسألة صفات واجب الوجود – وهي من المسائل الكلامية والفلسفيّة العويصة –، وفهم تلك المسائل جميعًا يرتكز على الإحاطة بموضوع الحيثيّة التقييديّة؛ وعلّة ذلك كله هي أن فهم هذه المسائل يبتني على الهضم الفكري لكيفية التحقّق العرَضي للماهيّة والمعقولات الثانية والصفات الوجوبيّة في متن الواقع، وهو ما يرجع برمّته إلى تحليل الحيثيّة التقييديّة.
ومن هنا فقد شمّر عظماء الحكمة المتعالية – كصدر المتألهين، والملا علي النوري، والحكيم السبزواري، والسيد يد الله يزدان پناه، وغيرهم – عن ساعد الجدّ في تشريح هذا الاصطلاح بشكل دقيق، وتوسّعوا في بيان أقسامه بشكل وافٍ.
وقد سعى هذا الكتاب – وبالاستناد إلى ذلك الإرث الثرّ لأولئك الكبار – إلى دراسة هذا المفهوم وتوضيح أحكامه ولوازمه وأقسامه في نظم متّسق ونسق منتظم وتحليل كل ما يتعلّق به، ليكون لَبِنَةً رصينةً في بناء السعي لفهم الحكمة المتعالية.
Reviews
There are no reviews yet.