Description
“مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ، الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ، الْمُدْبِرِ الْعُمُر،ِ الْمُسْتَسْلِم لِلدَّهرِ، الذَّامِّ لِلدُّنْيَا، السَّاكِنِ مَسَاكِنَ ال… ْمَوْتَى، وَالظَّاعِنِ عَنْها غَدًا؛ إِلَى الْوَلَدِ الْمُؤَمِّلِ مَا لَا يُدْرِكُ السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هلَكَ، غَرَضِ الْأَسْقَامِ، وَرَهينَةِ الْأَيَّامِ، وَرَمِيَّةِ الْمَصَائِبِ وَعَبْدِ الدُّنْيَا، وَتَاجِرِ الْغُرُورِ، وغَرِيمِ الْمَنَايَا، وَأَسِيرِ الْمَوْتِ، وَحَلِيفِ الْهمُومِ، وَقَرِينِ الْأَحْزَانِ، وَرصيد الْآفَاتِ، وَصَرِيعِ الشَّهوَاتِ، وَخَلِيفَةِ الْأَمْوَاتِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فِيمَا تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي، وَجُمُوحِ الدَّهرِ عَلَيَّ، وَإِقْبَالِ الْآخِرَةِ إِلَيَّ، مَا يَزَعُنِي عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ وَالِاهتِمَامِ بِمَا وَرَائِي، غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ همِّ النَّاسِ همُّ نَفْسِي، فَصَدَفَنِي رَأْيِي وَصَرَفَنِي عَنْ هوَايَ، وَصَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي، فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لَا يُرى مع? لَعِبٌ، وَصِدْقٍ لَا يَشُوبُ?ُ كَذِبٌ، وَوَجَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي، حَتَّى كَأَنَّ شَيْئًا لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي، وَكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي، فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي، فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي، مُسْتَظْهرًا بِ?ِ إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ.”
Reviews
There are no reviews yet.