Description
شيئاً فشيئاً، ازدادت ثقتهم بي، لذا كانوا ينسخون ما يصل إلى أيديهم من بيانات الإمام الخمينيّ وتصريحاته، ويعطونني إيّاها لأوّزعها أنا وصالح وقادر زاده في المساجد والمدارس… كنت أطوف في المدينة ليلاً، وألقيها فرحاً داخل الدوائر والمؤسّسات الحكوميّة.
في الليلة الثالثة، جاء حسن آغا وهو يحمل عدّة صناديق من البيض والبطاطا والبصل، وقال لي: “عليك ابتداء من الغد أن تشرع بالعمل، ضع هذه الموادّ على تلك العربة اليدويّة المتوقّفة هناك..”.
ألقيت نظرة عليها وقلت لحسن آغا: “العربة معطّلة، ولا يمكن تحريكها من مكانها”، أجاب: “هذا العمل للتمويه على مهمّتك الأساسيّة وحسب.. ابتداءً من الغد، سيأتي إليك أشخاص، يعطونك رسائل وأمانات..”.
انشغل تفكيري بالبصل والبطاطا والبيض، فلم أكن أعرف أسعار هذه الموادّ، وبكم عليّ أن أبيعها، .. استمرّ الوضع على هذا المنوال، يأتي أشخاص ويسلّمونني رسائل أو مغلّفات، وفي اليوم نفسه أو بعد أيّام، يأتي آخرون يخبرونني برموزهم، فأسلّمهم أماناتهم من دون أي شرح أو توضيح، ثمّ يذهبون.
لم يكن لديّ أيّ علم بما تضمّنته هذه الرسائل أو العلب.
Reviews
There are no reviews yet.