Description
تُطلق لفظة “تاريخٍ” على الماضي البشريّ ذاته تارةً، وعلى الجهد المبذول لمعرفة الماضي ورواية أخباره أخرى، والتاريخ علم يُبحث فيه عن حوادث البشر في الزمن الماضي، وهو من أهمّ العلوم التي يفتقر إليها الإنسان؛ لأنّه بمعرفته أمور جنسه يعرف نفسه، قال أحد الفلاسفة القدماء: أعظم أمر يبحث عنه الإنسان هو الإنسان.
ومن الواضح للباحث في مفردات هذا العلم ومضامينه، أنّ هدفه الأسمى هو إستحضار الأحداث والتجارب الماضية كما وقعت تماماً؛ وهذا يعني بالضرورة أنّ التاريخ يجب أن يعبّر عن مسيرة البشر ويحمل أخبار الماضين بشفافيّة؛ ووضوح تامّين.
ومع أنّ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكلّ تفاصيل الدعوة الإسلاميّة وأحداثها، تشكّل العنصر الأصل في كتابة صفحات التاريخ الإسلاميّ، إلاّ أنّها لم تنجُ من كلّ هذه التأثيرات والتدخّلات، المشبوهة في رسم معالم هذا التاريخ.
ولهذا، لا بدّ من دراسة التاريخ الإسلاميّ دراسةً منهجيّة تحليليّة أصلية، ترتكز على فهم موقع النبوّة والإمامة، ومعرفة أدوار النبي صلى الله عليه وسلم والأئمّة عليهم السلام ووظائفهم، بشكل منسجم ومتكمل، وفق رؤية يتكامل بعضها مع بعض، وهو ما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذا الكتاب التحليلي، الذي يستند في كلّ مضامينه إلى نصوص الإمام الخامنئي، التي نشرناها سابقاً في كتابٍ مستقلّ، تحت عنوان: “إنسان بعمر 250 سنة.
والكتاب الحاضر، قبل أن يكون كتاباً تاريخيّاً صرفاً، هو متن تحليليّ تاريخي؛ يتضمّن بالإضافة إلى السرد والشرح التاريخيّ لوقائع من حياة الأئمّة الأطهار، طرحاً وبياناً رؤيةُ تحليلية كليّة لحياة كلّ معصوم بالنظر إلى المسار التاريخيّ لمرحلة إمامته، وفي إطار رؤية متكاملة ومترابطة مع باقي الأئمة الأطهار، بحيث غدت سيرتهم بمثابة عرض منسجم ومترابط لحركة واحدة متّصلة ومتواصلة نحو مقصد واحد وغرض مشخّص.
ويهدف الكتاب بشكل أساسي إلى تكوين رؤىً واضحة عن الحياة السياسيّة للنبي صلى الله عليه وسلم والأئمة الأطهار عليه السلام، بالتركيز على عنصري الجهاد والمواجهة السياسيّة التي اتّسمت بها حياتهم المباركة، والمقصد الحقيقي الذي كانوا يرمون الوصول إليه.
Reviews
There are no reviews yet.